يُعرَّف التَّطور (بالإنجليزية: Evolution) بأنَّه التغيُّر فِي الصّفات الوراثية المُتَوارَثَة بَين الكائنات الحية مَع الوَقتِ، مما يؤدي إلى إنتاج أنواعٍ متعددةٍ، أَو إِحداث تَغيُّراتٍ فِي النَّوع الواحد للكائنات الحيَّة. وقد تمَّت صياغة نظرية داروين للتطوّر عن طريق الانتقاء الطبيعي للمرة الأولى في كِتابه حول “أصل الأنواع” (بالإنجليزية: Origin of Species) والذي كتبه داروين في عام 1859م، وتنص هذه النظرية على أنَّ الكائنات الحية تتغير مع مرور الزمن نتيجة لِتغيرات في السِّمات الجسمية، أو السلوكيات الوراثية، مما يُتيح للكائن الحي التكيُّف مع بيئته بصورة أفضل ويساعده على البقاء والتكاثر.

يُعتقد أن نظرية التطور عن طريق الانتقاء الطبيعي تعتبر مِن أفضل النظريات التي تم دعمها تاريخياً، إذ يُزعم وجود مجموعة مِن الأدلة العلمية التي تدعم هذه النظرية، مِثل: علم الحفريات، وعلم الوراثة، والجيولوجيا، وعلم الأحياء التطوري.[٢] صاحب نظرية التطور يُعتَبَر العَالِم الإِنجليزي تشارلز روبرت داروين صَاحِب أشهر نَظريَة للتَّطور والتي عُرفت باسمه، وَهو عالم فِي التَّاريخ الطَّبيعي، وُلد سنة 12 فبراير مِن عام 1809م، وتُوفي في 19 إبريل 1882م، وكان والده طبيباً معروفَاً، وتعتبر نظريته في التطور عبر الانتقاء الطبيعي الأساس للدراسات الحديثة المتعلقة بهذا المجال. نَشر داروين كِتابه (أصل الأنواع) والذي وضح فيه نظرية التطور الشهيرة الخاصة به فِي عام 1859م، بعد عقدين من صياغتها أثناء رحلته البحرية حول العالم في الفترة بين عامي 1837-1839م،[٣] ويُعتقد أن السبب الحقيقي وراء شهرته هو ابتكار هذه النظرية، والمعروفة أيضًا باسم الداروينية (بالإنجليزية: Darwinism).[٤] آلية التطور حسب رأي داروين تفترض نظرية التطور وجود تغيير في التركيب الجيني للبشر على الأجيال المتعاقبة، وينتج هذا التغيير عن زواج الأقارب، أو الانتقاء الطبيعي، أو التهجين، أو الطفرات، وللتطور آليات رئيسية هي:[٥] الانتقاء الطبيعي (بالإنجليزية: Natural selection)، التي تفترض نجاح الأفراد الذين يمتلكون صفات مميزة في البقاء، وتمرير هذه الصفات إلى الأجيال التالية. الطفرات الوراثية (بالإنجليزية: Mutations) في الجينات، إذ تؤدي الطفرات إلى التأثير على تمرير الصفات الوراثية عبر الأجيال المختلفة. الانحراف الجيني (بالإنجليزية: Genetic drift): وهي تغيرات عشوائية تحدث في الصفات التي تحملها المجموعة. الهجرة الجينية (بالإنجليزية: Gene flow) وذلك عند تزاوج الأفراد من مجموعات مختلفة مع بعضها البعض. يفترض العالم داروين كذلك امتلاك بعض الأفراد ضمن أي مجتمع في السابق للصفات التي تساعدهم على العيش والتكاثر، وهؤلاء الأفراد تركوا وراءهم عدداً أكبر من الأبناء مقارنة بنظرائهم، مما أدّى بالتالي إلى شيوع هذه الصفات في الجيل التالي بشكل أكبر مما سبق، ومع مرور الوقت وانتقال الصفات المرغوبة بهذه الطريقة من جيل لآخر أصبح المجتمع بأكمله أكثر تكيّفاً مع المجتمع المحيط به، وأكثر قدرة على العيش والتكاثر فيه

لا تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تواصل معنا