دور التأريخ وتأثيره في الثقافة


دور التأريخ وتأثيره في الثقافة

تحديد هوية التأريخ للتأريخ تأثيره في طبيعة المجتمع البشري كونه يغذي الإنسان بفيوض الماضي، وإننا إذ نهتم بالتأريخ كمؤثر فإننا نسعى الى أن يتحرك هذا التأريخ بالإتجاه الذي يخدم فيه المجتمع ويطور الإنسان ويحسن آلياته، لذلك ينبغي النظر الى التأريخ من خلال تطور المراحل التأريخية التي بدأت ببداية حياة الإنسان على الأرض وحقيقة بداية الخليقة وعبادة الآله الواحد، أو عن العقائد التي تتحدث عن نظرية تعدد الآلهه، ومن ناحية ثانية لابدّ لنا من النظر الى طبيعة تطور العلوم والإختراعات ومنها إختراع الآلة من جهة، والمعارف والإكتشافات المتعلقة ببداية عصر الكتابة ووضع القوانين من جهة أخرى وماترتب على ذلك من تطور فَتَحَ الباب على مختلف مناهج العلوم والآداب والفنون والهندسة والعمران التي هيئت عناصر التطور الثقافي العام للمجتمع في مختلف بقاع العالم.

المؤثرات التأريخية ونرى في بحث المؤثرات التأريخية طريقاً لتقريب التصور في طبيعة فعل هذه المؤثرات وسنبين بعضها في كلامنا عن الموروثات التأريخية. الموروثات التأريخية وهو تعبير عن تراكم الخبرات المجتمعية والتشريعية، والإشعاعات والإبداعات العلمية والعمرانية والفنية في مختلف جوانبها، والتي وصلت إلينا عن طريق ما أرخه المؤرخون من خزائن الكتب النفيسة المودعة في مكتبات ومتاحف العالم والتي نقلت لنا صورة عن طبيعة الأنظمة وطبائع الملوك والحكام في مختلف مراحل التأريخ المتعاقبة، ونقلت لنا الحوادث والوقائع المهمة المتعلقة بالتاريخ الديني الذي يختص بِسِيَر الأنبياء والرسل وسِيَر خصومهم، وسِيَر العظماء من المفكرين والعباقرة والأدباء والرؤساء.
وعليه فإن الموروثات التأريخية هي:- أولاً:- الخبرات المجتمعية والتشريعية والإشعاعات والإبداعات العلمية والعمرانية والفنية. ثانياً:- الحوادث والوقائع المهمة. ثالثاً:- التاريخ الديني الذي يختص بحياة وسِيَر الأنبياء والرسل وسِيَر خصومهم. رابعاً:- سِيَر العظماء من المفكرين والعباقرة والأدباء والفنانين والرؤساء. بعض مراحل التأريخ المهمة: يمكن تحديد حركة التأريخ وفق المراحل التالية: أولاً: مرحلة الحضارات القديمة: ومنها حضارة سومر وبابل وأكد وآمور وآشور، وحضارة وادي السند وشبه القارة الهندية، والحضارة الإفريقية ومنها حضارة مصر القديمة، والحضارة اليمنية كحضارة سبأ، والفارسية كعيلام، والشام كالفينيقية والآرامية، والكنعانية في فلسطين، وحضارة الصين القديمة، والحضارة الاغريقية اليونانية والحضارة الرومانية، والحضارة الكورية، وبقية الحضارات القديمة والحديثة.

ثانياً: مرحلة نشوء المجتمعات الدينية: كنشوء المجتمعات اليهودية والمسيحيية والإسلامية والصابئية والمجوس والتحديات التي واجهت كلّ منها والحاجة الى التعايش فيما بين هذه المجتمعات. ثالثاً: مراحل نشوء الصراعات الدينية والمذهبية بين معتنقي الأديان: والتي ظهرت كصراعات بين أهل الأديان من جهة، ومذهبية داخل أهل الدين الواحد. رابعاً: مرحلة ولادة الحضارة الغربية أو الأوروبية: والتي ظهرت على شكل نظريات إقتصادية كالنظريات الرأسمالية والإشتراكية والشيوعية، وقد يكون لهذه النظريات دوافع دينية، أو عنصرية تتعلق بالدم واللون والعرق، أو إقتصادية تظهر على أشكالٍ من الصراع أو التنازع على المال والثروة والسلطة وعادة ماتؤدي مثل هذه الصراعات الىنشوء حروب واستعمار كما حدث أثناء الحروب العالمية الأولى والثانية.

لا تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تواصل معنا