انتبه … فإن مديرك في العمل يراقبك في المنزل !!

انتبه … فإن مديرك في العمل يراقبك في المنزل !!
العمل عن بعد ، في عصر وباء كورونا ، يسبب الصداع لأرباب العمل ، بالرغم من أن الدراسات تؤكد أن من يعملون عن بعد يمضون ، في المتوسط ، أكثر من ثلاثة أرباع الساعة يوميا في العمل ، زيادة عن زملائهم المتواجدين في مقر العمل .
ولكن فكرة أن الموظف الذي يعمل بعيدا عن الأنظار قد لا يقدم الجهد والوقت المفترض تشكل كابوسا للكثير من أرباب العمل، ومن هنا حققت برمجيات مراقبة العاملين عن بعد أرقاما قياسية خلال هذا العام، وأفادت دراسة شملت أكثر من ألفين شركة في مختلف أنحاء العالم، أن مبيعات هذه البرمجيات ارتفعت بنسبة 500⁒، منذ ظهور الوباء.
وتتنوع هذه البرمجيات وأساليب المراقبة، ومن أشهرها برنامج Hubstaff الذي يلتقط صورة شاشة كومبيوتر العامل عن بعد ويرسلها إلى الشركة كل خمس دقائق، ويمكنه رصد إحداثيات GPS لهواتف العاملين عن بعد، وبرنامج آخر أشد قسوة، برنامج CleverControl يقوم بتسجيل المفاتيح التي يتم الضغط عليها في لوحة المفاتيح ونقرات الفأرة، كما يمكنه تسجيل الأحاديث التي تدور أمام كومبيوتر العامل عن بعد بتشغيل الميكرفون، والتقاط صور عبر WebCam للتأكد من أن الموظف جالس أمام جهاز الكومبيوتر، وهذا بالإضافة إلى أنواع وأساليب أخرى للمراقبة، وهي برامج يمكن تنزيلها عن بعد على الكومبيوتر الذي تسلمه الشركة للموظف، أو على جهازه الشخصي طالما كان يستخدم اتصالا خاصا بشبكة الشركة.
الأمر يبدو طبيعيا في تقاليد وقوانين العمل في الولايات المتحدة، ولكنه يختلف كثيرا في دول أخرى وخصوصا فرنسا، حيث تراقب اللجنة الوطنية للمعلوماتية والحريات عن قرب كل ما يتعلق بمراقبة المواطنين والتدخل في حياتهم الشخصية وجمع المعلومات الخاصة بهم، إذ يحق لرب العمل الفرنسي أن يقوم بمراقبة العاملين عن بعد بواسطة برمجيات معلوماتية، ولكن عملية الرقابة يجب أن تحترم مبدأ التناسب بحيث تحترم الحريات الفردية، كما ينبغي إعلام النقابات التي تمثل العاملين بعمليات المراقبة هذه، وفي نهاية الأمر لا يسمح القانون لرب العمل باستخدام نتائج عملية المراقبة المعلوماتية هذه في ساحات القضاء ضد الموظف.
يبقى أن العديد من العاملين عن بعد، وممن يريدون الالتفاف على هذه البرمجيات، اخترعوا العديد من الوسائل لتحقيق ذلك، بدء من وسائل بدائية مثل ربط الفأرة بمروحة كهربائية بحيث تتحرك طوال الوقت على الشاشة إلى أدوات أكثر تعقيدا تقوم على خلق شاشة كومبيوتر افتراضية مجهزة بحركة أوتوماتيكية متواصلة لإطلاق هذا البرنامج أو ذاك، وهي الشاشة التي تلتقطها برمجيات المراقبة، بينما يفعل العامل عن بعد ما يشاء، بما في ذلك ممارسة ألعاب الفيديو على الكومبيوتر ذاته.

لا تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تواصل معنا