الثورة الرقمية

الثورة الرقمية
التنبؤ بالمستقبل مرتقى صعب. لذلك دعونا نبدأ بتفسير الماضي. ما هي أفضل عدسة لتقييم مسار تاريخ العالم خلال القرن التاسع عشر؟ كبداية، شكل ذلك القرن فجر الديمقراطية الليبرالية. كان
الفرنسيون قد أعدموا ملكهم بالمقصلة مسبقاً، كما أسست حفنة من عشاق جون لوك عبر المحيط الأطلسي جمهورية وليدة. وفي المملكة المتحدة، كان الفيلسوف جون ستيوارت ميل يدافع باقتدار عن
الديمقراطية الليبرالية وكرامة الإنسان. وبدأ الأمر يبدو وكأن النظام الملكي ترجل عن ذروته . ثم كانت ثورة رأسمالية السوق الحرة، ونجومية الاقتصاديين من نوع توماس مالتوس وديفيد ريكاردو. وكان
كارل ماركس يجلب الاقتصاد إلى طبقة البروليتاريا.
كما شكل القرن التاسع عشر أيضا ذروة الامبراطورية والاستعمار الغربيين. وكان بداية حقبة الحرب الشاملة، وبداية انحدار الدين كقوة سياسية واستبداله بصعود القومية. كما كان أيضا، إذا دقق المرء
بما يكفي من العناية، بداية حقبة المساواة الإنسانية. فقد طالبت النساء بحقوق متساوية في سينيكا فولز ونيوروك، وأصبحت نيوزيلندا أول بلد يمنحهن حق التصويت. وجرمت المملكة المتحدة تجارة
الرقيق، وحررت الولايات المتحدة عبيدها، وحررت روسيا أقنانها.

لا تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تواصل معنا